الاثنين، 12 يناير 2009

انا الأديب الأدباتى غلب حمارى مع مراتى

ضاع تراث فن من الفنون المصرية الأصيلة ؛ والذى يعبر بصدق عن روحها المميزة ؛ وهو فن "الأدبايته"أو الأدبية كما أطلق عبيه " النديم" ، عندما بحثت عن مبرر لتضييع هذا الفن و اهمال تجمع تراثه لم أجد؛ بالرغم ان لدينا فنون شعبية تقل أهمية و قيمة ( علي الأقل لكونها مجرد نسخه من فنون أكثر منأصاهل في دول عربية مجاورة) و حظيت باهتمام لم يلق جزءا منه فن الأدبايته ।وقد عرفت أوربا فنا مشابها لفن الأدباتيه فر فنرسنا ؛ أطلق عليهم " طائفة الشعراء الهزليين" وكانت مؤلفاتهم عبارة عن مقطوعات شعرية ساخرة تتناول كل مناحي الحياة الانسانية ؛ و تسلل هذا الفن إلي المسرح الفرنسي وعرف باسم فن الفودافيل نسبة إلي قرية فودافير التى كانت المنشأ لهذا الفن ।و في مصر كانت الأدباتيه طائفة من الفنانين الفقراء يعروضن فنونهم من الشعر الفكاهي الساخر في الطرقات و في المحافل العامة ؛ وكانوا يطلون وجوههم مسحوق أبيض و يخططونه بخطوط حمراء وصفراء و يرتدون ملابس خاصة تثير الضحك ।و كانوا ( الأدباتية ) في الغالب ــ يؤدون عروضهم بشكل جماعي ؛ يبدأ شيخهم بالمطلع و يردد الباقون خلفه ؛ وبعد التقديم يبدأ في إنشاد شعره في مقاطع ॥ و لكما انتهي من مقطع رددته المجموعة بشكل جماعي .، وهو يوقعون بالنقر علي طبلة صغيرة تميزوا بها ( ربما تماثل طبلة المسحراتي ) ، ويمكننا أن نعتبرهم من رواد النكتة المصرية التى تعتمد علي قلب الأشياء وصرف اللفظ علي غير معناه مما يحدث المفارقة اللفظية التى تثير الضحك .و كان الأدباتي رائدا من رواد الأدب الساخر و الكوميديا التى تعتمد علي إبراز المثالب و تضخيمها ؛ تحت عدسات النقد و السخرية المحدبة ؛ وكانت موضوعاتهم تدور في فلك الموضوعات الكوميدية المعتادة فاتخذوا العادات المتحجرة ميدانا خصبا أعملوا فيه فنهم الثرى ، كمشاكسات الحماة مع زوج الابنة ، ومعارك الضرائر ؛ والزوج المغفل الذي يظن نفسه المستبد في بيته و كل أفراد الأسرة يتلاعبون به و يفعلون ما يريدون من وراء ظهره.و قد كان الناس يستأجرون الادباتيه للسخرية من خصومهم ؛ فيبدأون إبداع شعرهم بشكل تلقائي مباشرة ؛ لا يجمعون معلومات عن المستهدف إلا في نفس وقت العرض ؛ مما يدل علي موهبة فطرية عميقة وأصيلة كانت لا تخذلهم أبدا ؛ وأيضا تقاليد فنية واصول تقنية كانت تقوم عليها أعمالهم ؛ استوعبوها بدقة وحذق .و للأسف لا توجد نماذج ( أصيلة ॥ لمنتج هذا الفن ) إلا ما سجله النديم في أحد أعداد مجلة الأستاذ ، فقد كان يعتبر نفسه واحدا منهم ، وقد نجد باقيا من أغانيهم مازالت تتردد علي شفاه أبناء الريف دون أن يعرفوا مصدرها كوصف أحدهم لزوجتهانا الأديب الأدباتي ... غلب حماره مع مراتيقرعا و عملا لي زواتي ... ونفسها تلبس الحبرهو بالرغم من ضياع تراثهم الكوميدي الرائع يمكننا أن نحيي فنهم عن طريق مواهب تملأ أرض مصر وهذه حقيققة لا تقبل الشك ( أنظر إلي الشعر العامي بالمنتدي) و لو كره القائمون علي شئون حفظ التراث الشعبي المصري الذين قصدهم قبل أن يولدوا عندما دعا عليهم الأدباتي بقوله:أنا الأديب المتصيت ( هاتجمع )بقي و لا تعيطإلهي ( عقلك) يتخيطوعلي كمان لضم الإبرة
بقلم الأدباتى
محمد عثمان جبريل

ليست هناك تعليقات: